التوصيل مجاني لكل مدن المغرب
من الطفولة إلى الوعي: رحلتي نحو فهم وارتداء الحجاب الشرعي
بدأت قصتي مع الحجاب عندما كنت في السنة الخامسة ابتدائي، حيث اتفقت أنا وصديقتي على أن نرتدي الحجاب. لدرجة أنها وعدتني، ووعدتها بذلك. كنا صغارًا جدًا، بالنسبة لنا الحجاب كان ارتداء الفولار فقط، رغم أننا كنا في البادية وكان لباسنا عبارة عن ملابس محتشمة، ولكن لم يكن حجابًا شرعيًا.
بعد أن وصلت إلى السنة الأولى إعدادي، كان لدينا أستاذ، جزاه الله خيرًا، هو من جعلني أقوم بتغيير حجابي مرة أخرى. حيث لم أعد أرتدي السراويل الضيقة، بل أصبحت كل ملابسي عبارة عن فساتين وعباءات وتنورات طويلة. أما صديقتي التي تحجبنا معًا، فقد تزوجت بعد السنة السادسة ابتدائي وتوقفت عن الدراسة.
واستمر الحال هكذا إلى أن وصلت إلى الجامعة، وبدأت أتعلم كتاب الله وسنة الرسول، صلى الله عليه وسلم. هنا عرفت كيف كانت المرأة قبل الإسلام، وبدأت أفهم أن الإسلام يريد أن يرفع من قدر المرأة وقيمتها. وبدأت أعرف أيضًا أن الله لا يفرض علينا شيئًا إلا لسبب ما.
وفعلًا، إن الإسلام جاء بالحجاب ليحمي المرأة ويجعل لها قيمة. من المستحيلات أن يفرض الدين الذي جاء وحرر المرأة من القتل، وحولها من مصدر عار إلى أن كانت آخر وصية لأفضل خلق الله، شيئًا دون سبب أو ليضرها أو يضيق عليها. بل جاء الحجاب ليرفع من شأنها ويحميها. وأكبر دليل على ذلك ما نراه اليوم من مشاكل بسبب التبرج، وأكبرها الزنا والعلاقات غير الشرعية والفساد والاغتصاب.
لذلك، هنا قررت بكل قناعة أن ألبس الحجاب الشرعي بكل شروطه، وأكمل ما بدأته منذ السنة الخامسة ابتدائي. لأنه في تلك الفترة كان قرار ارتداء الحجاب مبنيًا على الفطرة، أما الآن فهو مبنيًا على علم ويقين.
ونصيحة من أخت لكِ في الله: تعلمي دينك من أهل العلم والدين وتفقهي في دينك، لأنكِ ستعرفين سبب كل شيء والغاية منه. وتأكدي بأن الله سبحانه وتعالى لا يفرض علينا شيئًا إلا فيه خير لنا ولا يحرم شيئًا إلا فيه ضرر لنا.